طريقة كتابة البحث العلمى
طريقة كتابة البحث العلمى
ما هو تعريفك لموضوع البحث ؟
المحرك الأساسي لعملية كتابة البحث هو (الموضوع) إذ أنك كباحث ستقوم بإجراء كافة العمليات البحثية الأخرى عليه، فهذا الموضوع سيؤخذ في خطة البحث وفي الإطار النظري وباقي مكونات البحث، إذاً يتضح لنا من هذا أن موضوع البحث هو عبارة عن الأساس المفاهيمي العلمي التي ستقوم عليه البحث.
يمكننا أن نعطي موضوع البحث تعريفه الاصطلاحي التالي: هو عبارة عن الظاهرة أو المشكلة التي يتم تحديدها وإجراء العمليات البحثية عليها بهدف الكشف عن ارتباطاتها وخباياها والوصول إلى النتائج الصحيحة للدراسة عليها ضمن البحث المحكمة المبدوءة بصفحة الغلاف والمنتهية بقائمة النتائج والفهارس.
إذاً، فإن اختيار موضوع البحث يتضح لنا أنه محكم بالارتباطات التالي:
- ظاهرة ومشكلة بحثية.
- اجراءات البحث ضمن عملية كتابة البحث.
- كتابة الحلول والنتائج لهذا الموضوع.
ولابد أن يكون موضوع البحث تابعاً لمعايير وشروط اختيار وكذلك كتابة وتحرير، سنفصل هذا (بإذن الله تعالى) في فقراتنا القادمة، فأكمل القراءة.....
كيف يمكنك اختيار لموضوع البحث؟
الصعوبة التي يجدها جمهور الباحثين في عملية اختيار موضوع البحث، هي صعوبة حقيقية ناتجة عن مدى أهمية هذا الاختيار، فإن كان الاختيار موفقاً فهذا يعني نجاح نسبي لا بأس به للبحث، ولابد في هذا الإطار للباحث من اتباع عدة طرق في عملية اختيار موضوع البحث، نوضحها في يلي:
أولاً: الاختيار من مشاهدات الباحث: وتعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق على الإطلاق في عملية تحديد موضوع البحث، وذلك لأن الباحث عندما يشعر بالمشكلة ويلاحظها يتكون لديه صورة مسبقة وتغذية لا بأس بها في تدعيم خطة البحث، الأمر الذي يجعل عملية الكتابة للمعلومات نابعة من تجربة شخصية أو شعور حقيقي أو ايمان بالفكرة من قبل هذا الباحث.
ثانياً: آراء المشرفين: هي طريقة جيدة، ولكنها غير محببة، كونها تفتقد إلى توجهات الباحث نفسه في عملية اختيار ما يريد ايصاله للجمهور الذي سيقرأ البحث الخاصة به، وإذا قام الباحث بعملية اختيار المشكلة وفقاً لآراء المشرفين فإنه لابد من أن يأخذها من وجهة نظره هو لا من وجهة نظر المشرفين فقط.
ثالثاً: حاجة البحث: ماذا لو قام الباحث باختيار مشكلة (جائحة كورونا) في عام 2030م، هل سيكون موفقاً في هذا الاختيار بالقدر الذي سيكون موفقاً لو أنه اختارها في عام 2021م؟ بالطبع النجاح الحقيقي يكون في مواكبة حاجة المجتمع للعلم والمعلومات، بالتالي اختيار الباحث لموضوع البحث وفقاً لحاجة الجمهور الزمانية هو أمر أساسي.
معايير اختيارك لموضوع البحث
عملية الاختيار الصحيح لموضوع البحث لابد وأن يراعيه الباحث على قدر كبير من الجودة والمسؤولية، نظراً لأن هذا الاختيار يضبط إلى حد ما نجاح وتقبل البحث من عدمه، ولتحقيق هذا المقصد فإن على الباحث اتباع المعايير التالية في عملية اختيار موضوع البحث:
- عملية اختيار موضوع البحث يجب أن تأتي أولاً من ايمان الباحث نفسه بمدى أهميتها.
- مدى تقبل جمهور القراء والباحثين لهذا الموضوع، فمثلاً لا يعقل أن تتم عملية اختيار موضوع يتنافى مع التوجهات الدينية لجمهور بلد ما يكون مستهدفاً بالبحث.
- لابد في الاختيار أن يكون الموضوع جديداً، أو استكمالاً لبحث سبق بالإضافة عليه قدر من المعلومات.
- التشويق والمتعة الفكرية مطلوبة من الباحث في عملية اختياره لموضوع البحث، وذلك لأن الجمهور هو المحدد الأساسي في عملية التفاعل مع البحث وبهذا يجب أن يراعى البعد عن الملل والرتابة.
- على الباحث أن يقوم بعملية استطلاع أولية قبل اعتماد عنوان البحث، وذلك للتأكد من وجود مصادر ومراجع معلوماتية كافية لكتابة البحث بالشكل المطلوب.
- أولاً وآخراً لابد أن تكون عملية الاختيار هذه بموافقة المشرفين وإدارة الجامعة.
هكذا ينبغي أن تكتب موضوع البحث:
الناظر إلى كيفية كتابة موضوع البحث، يجد أنها تتطلب أكثر من عملية، وهي عملية الاختيار الدقيق أولاً، ثم عملية الكتابة في خطة البحث، ثم عملية الكتابة والإظهار في الإطار النظري وقائمة النتائج، للوقوف على هذا نضع الطرح التالية:
المرحلة الأولى: ما قبل البحث العلمي
هناك العديد من المراحل التمهيدية التي تسبق إعدادك الفعلي للبحث وهي لا تقل أهمية عن البحث نفسه، لربما ترتب نجاح بحثك عليه وهي:
- اختيار موضوع البحث: قد يحتار الطالب في بداية مسيرته التعليمية في اختيار موضوع البحث الجدير بالمناقشة، لذا عليك أن تطرح الأسئلة الهامة والتي تبحث عنها في مجال المادة الدراسية لتكون أكثر شغفًا للإجابة على هذه التساؤلات، لذا حدد مشكلة والأسئلة وحولها وابدأ بعدها في الخطوة التالية.
- مراجعة الأدبيات: إذا أردت أن تضيف الجديد عليك بمراجعة ما تم مناقشته من قبل حول موضوعك كي تقدم الجديد لديك، وهذا ما يجعل لموضوع بحثك قيمة مضافة في المادة البحثية، كما تساعدك هذه الخطوة في تحديد الإطار المرجعي أو النظري الذي ستعتمد عليه لاطلاعك على كل هذه المصادر التي ناقشت أطروحتك، بالإضافة إلى التحديد الدقيق لإشكالية البحث.
- تحديد مشكلة البحث: مشكلة البحث هي الموضوع ما يكتنفه من غموض أو ظاهرة ما تحتاج إلى تفسير أو قضية خلاف أو سؤال يحتاج إجابة، ومعنى تحديد مشكلة البحث يعني صياغة المشكلة في عبارات واضحة مفهومة ومحددة تعبر عن المضمون.
- تدوين مصادر المعلومات الأساسية: في هذه المرحلة يقوم الباحث بتدوين الملاحظات في بطاقات متساوية، تلك لمعلومات التي سوف يستخدمها فيما بعد بداخل بحثه، مع تدوين مصادرها أي من أي كتاب أو مرجع او مقالة، مع تحديد اسم المؤلف، عنوان الكتاب أو المقال، والصفحة، الناشر وبيانات النشر وسنة النشر، على إحدى زوايا البطاقة، وهذا سيكون له أهميته عند عمل الببليوغرافيا النهائية للبحث.
- تجميع وتنظيم الأفكار: بعد تجميع ما يكفي من المعلومات حول موضوع البحث، يتم ترتيب بطاقات البحث حسب تسلسل الأفكار الرئيسة. بعد ذلك يصبح الباحث ملماً نوعاً ما بنواحي موضوعه وبناءً عليه يضع خطة أو هيكلاً عاماً مؤقتاً لبحثه، لابد أن يُراعي فيه الترتيب المنطقي المتسلسل والترابط بين أجزائه ويختار له عنواناً مختصراً واضحاً، على أن تكون هذه الخطة خاضعة للتعديل من حذف وإضافة فيما بعد، ثم يبدأ بكتابة البحث بروية ودقة كمسودة أولى، وذلك وفق الخطة التي وضعها في البداية.
المرحلة الثانية: كتابة البحث العلمي بالترتيب التالي
- اختيار عنوان البحث: يعد اختيار عنوان بحث مناسب ومعبّر بدقة عن موضوع بحثك من الأمور الهامة للغاية عند تقييم مدى جودة بحثك العلمي، لذا عليك أن تراجع جيدًا مشكلة بحثك، وتتأكد أن عنوان بحثك يشمل مشكلته الأساسيه والفرعية وأن يُضيف عنوان البحث إلى الرسالة ويكون جزء منها وليس زيادة عليها.
- مقدمة البحث أو التمهيد: لابد أن تشتمل على تمهيد للموضوع الذي قمت باختياره لتوضيح مدى أهميته، من خلال الإشارة إلى الفكرة الرئيسية وأهدافها ومنهجها وعيّناتها وما توصل إليه الباحث من نتائج.
- توضيح وعرض مشكلة البحث: عليك أن تساعد القاريء في فهم ما الذي سيجده من حل أو إضافة أو موضوع جديد داخل بحثك من خلال الإشارة على وجه التحديد والتخصيص إلى مشكلة البحث، والتي يحاول الباحث حلّها عنها داخل بحثه، باستخدام لغة علمية سليمة قوية، فالوضوح العلمي يعد من سمات البحث الناجح المؤثر والذي يدوم طويلًا في النفع.
- أسئلة البحث: ترتبط الأسئلة في البحث العلمي بارتباط كمي وكيفي بمشكلة البحث، بمعني عدد الأسئلة التي ستطرح خلال بحثك، لذا يجب أن تغطى أسئلة بحثك كل الأسئلة الكبيرة والصغيرة في البحث، ليعبّر عنها بدّقة تخص مشكلة الدراسة وأبعادها الكمية والكيفية وتأثيراتها وما يؤثر فيها
- كتابة أهداف البحث: أهداف البحث العلمي هي الغايات الأساسية الدافعة للباحث كي يعمل على حل مشكلة البحث موضوع الرسالة، يعمل الباحث العلمي أثناء كتابة البحث على تفنيد اهداف بحثه العلمي بطريقة علمية ممنهجة. ولابد أن يراعي الباحث أن تكون الأهداف ذات قدرة على التحقيق والتنفيذ على أرض الواقع، كما يجب أن يأتي بنتائج مختلفة عن الدراسات السابقة التي ناقشت الموضوع إذا كانت قد تعرضت لنقاشات سابقة.
- أهمية البحث: أهمية الرسالة العلمية هي التي توضح جوانب النفع والتطبيق من البحث ككل، مع الإشارة إلى احتياج المجتمع العلمي والباحثين لمثل هذه الرسالة، وهنا يمكن الإشارة إلى أهمية الإجابة على التساؤلات التي هي محل البحث والتي يسعى الباحث للإجابة عنها، فمن خلال الإجابة عليها يتجلى للباحث أهمية بحثه، وكلما كانت الرسالة العلمية تتصل بجوانب حياتية واجتماعية وعلمية ومختلفة كلما زادت أهميتها وزاد استخدامها والاقتباس منها في الابحاث العلمية الأخرى المتعلقة بنفس المشكلة أو نفس التخصص العلمي.
- تحديد منهجية الدراسة: منهجية البحث هو المنهج العلمي الأكثر ملائمة وتوافقًا مع مشكلة البحث، حيث يختار الباحث واحدًا من بين مناهج البحث العلمي، ويستخدم الباحث المنهج العلمي ليكون هو المسار العلمي للبحث وطريقة تحديد المشكلة ونتائجها وأدوات الدراسة من خلاله. يعد اختيار المنهج من الأمور الهامة التي تؤثرعلى تحديد أدوات الدراسة المناسبة، واختيار العينات، وتحديد الفرضيات العلمية.
- أدوات الدراسة: اختيار أدوات الدراسة في البحث العلمي من الخطوات التي تتحدد بناء على منهجية البحث العلمي، لذا يحرص الباحث العلمي على اختيار أدوات بحث مناسبة له ليتمكن من اختيارها واختبارها وقياس جودتها، تتنوع اشكال أدوات الدراسة بتنوع المنهج والعينة ونوع وتخصص البحث القائمين على إعداده وكتابته.
- خطة البحث: وهي الخطوط العريضة التي سوف يلتزم بها الباحث خلال بحثه، والتي سيحتاج فيها بالتأكيد إلى مناقشة مع الأساتذة والمشرفين على البحث في لقاء السمنار وبناءً عليه يشرع الباحث في العمل على كتابة البحث.
- المراجع: وهي المصادر التي ساعدت الباحث في الوصول للنتائج والتي تعكس جودة البحث حسب قوتها وصلاحيتها. لذا لابد أن يحرص على كتابة المراجع وفق ضوابط محددة ويتم إعداد قائمتين واحدة باللغة العربية، والثانية باللغة الإنجليزية، كل على حده، وأن تشتمل هذه القوائم على الكتب والمقالات وأية مصادر أخرى استخدمها عند كتابة بحثه، وقائمة الجداول إذا تضمن البحث جداول إحصائية والملاحق التي تشمل الاستبيانات أو الوثائق الهامة.
اتبع هذه الشروط في كتابة موضوع (مشكلة) البحث:
على الباحث أن يقوم بعملية كاتب المشكلة التي يتناولها في البحث وفقاً لعدة معايير جودة تهم المضمون نفسه وكذلك القارئ، وهذه المعايير هي:
- الباحث المتميز يركز بشكل كامل على كتابة المشكلة بأقل قدر من الكلمات.
- عملية اختيار الباحث لمشكلة البحث لابد أن تكون مبنية على قدرة الباحث نفسه على صياغة وكتابة هذه المشكلة.
- من الأفضل كتابة مشكلة البحث بأسلوب الكتابة السردية المباشرة التي لا تتضمن كتابة كلمات أدبية البتة.
- كتابة الباحث لمشكلة البحث تتطلب تفصيلاً لماهيتها بشكل مختصر.
- ينبني على عملية كتابة المشكلة كتابة الفرضيات.
- يمكن أن تتم كتابة مشكلة البحث بعبارة خبرية _ وهذا هو المعهود والمنتشر أكثر_ وكذلك يمكن للباحث كتابتها بأسلوب الاستفهام.